أساسيات استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة الأفلام

image_pdf

“مقدمة عن المنتدى
منتدى المصريين في الخارج هو مؤسسة أهلية غير ربحية تأسست منذ ما يقارب عامين ونصف في ألمانيا، وله فروع متعددة في مختلف دول العالم. يهدف المنتدى إلى تجميع الخبرات والكفاءات المصرية المقيمة في الخارج في مجالات متنوعة، والعمل على إطلاق مشروعات علمية وفكرية وثقافية تعود بالنفع على الوطن، وتساهم في نهضته من جديد.
ينقسم المنتدى إلى عدة كيانات جغرافية مثل: كيان الشرق (الذي نحن في رحابه الآن في تركيا)، وكيان أوروبا، وأمريكا وكندا، إضافة إلى الخليج العربي وغيرها. كما يضم قطاعات تخصصية متعددة: القطاع الطبي، قطاع الطاقة، العلوم الإنسانية، الاقتصاد، السياسة، وغيرها. ومن أهداف هذه القطاعات تجميع الأبحاث العلمية وإطلاق مشروعات ثقافية وعلمية تخدم مصر في المستقبل القريب.
التعريف بالمحاضر
نرحب بكم في هذه المحاضرة التي يقدمها الأستاذ أيمن عبد الرازق، المنتج المعروف، بعنوان:
“”أساسيات استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة الأفلام””.
الأستاذ أيمن عبد الرازق حاصل على درجة الماجستير في الإعلام بتخصص الدراما، وعلى جائزة الإبداع العربي، ويمتلك خبرة مهنية تتجاوز خمسة وعشرين عامًا في مجال الإنتاج الإعلامي والفني. عمل في مؤسسات إعلامية كبرى مثل الجزيرة نت والشركة القطرية للنشر، وساهم في إنتاج العديد من الأعمال الدرامية والتلفزيونية والوثائقية. كما حصل على جوائز عديدة منها جائزة مهرجان الغردقة السينمائي، وشارك كمتحدث في مهرجان “”سيرت”” التركي، واستضيف في قنوات عربية وتركية بصفته محللاً وناقداً فنياً.
أهمية الذكاء الاصطناعي في صناعة الأفلام
قبل سنوات قليلة، كان إنتاج فيلم قصير بجودة سينمائية أمراً يحتاج إلى كاميرات ومعدات وميزانيات ضخمة، فضلاً عن عشرات أو مئات العاملين في مجالات التصوير والإخراج والإنتاج والكتابة. على سبيل المثال:
• فيلم Avatar بلغت ميزانيته حوالي 450 مليون دولار واستغرق إنتاجه 13 عامًا.
• فيلم Boyhood استغرق تصويره 12 عامًا.
• فيلم The Social Network كلف حوالي 40 مليون دولار رغم بساطته مقارنة بالأفلام الكبرى.
اليوم، بفضل الذكاء الاصطناعي، أصبح بالإمكان إنتاج فيلم قصير من المنزل، دون الحاجة إلى معدات باهظة أو استوديوهات ضخمة، وذلك خلال ساعات قليلة فقط.
صحيح أن الذكاء الاصطناعي لم يصل بعد إلى جودة مطابقة بنسبة 100% للإنتاج التقليدي، لكنه يقدم نتائج قريبة جداً من الواقع بتكلفة منخفضة وسرعة عالية.
الفرق بين محركات البحث والذكاء التوليدي
الفارق الجوهري بين البحث التقليدي (مثل جوجل) والذكاء الاصطناعي التوليدي هو أن:
• جوجل يعرض لك المعلومات الموجودة مسبقاً.
• الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI) يعيد تحليل كم هائل من البيانات لينتج شيئاً جديداً غير موجود من قبل: نصوص، صور، أصوات، أو فيديو.
وهذا ما يجعله أداة مبتكرة لإنتاج الأفلام والمواد الإعلامية.
أساسيات التعامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي
توجد مئات الأدوات في هذا المجال مثل: ChatGPT، Gemini (من جوجل)، أدوات صينية وكورية، وغيرها. لكن جميعها تتطلب إتقان مهارة أساسية هي: هندسة الأوامر (Prompt Engineering).
خطوات صياغة أمر (Prompt) فعّال:
1. تحديد الدور: أخبر الأداة بدورها (خبير قانوني، اقتصادي، كاتب سيناريو…).
2. توضيح المهمة: صياغة المطلوب بدقة وبالتفاصيل.
3. تحديد السياق: تقديم خلفية واضحة عن الموضوع.
4. تحديد الهدف: هل الهدف تعليمي؟ ترويجي؟ دراسة جدوى؟
5. تحديد الجمهور المستهدف.
كلما كانت المدخلات دقيقة، كانت المخرجات إبداعية ومناسبة.
عناصر بناء المشهد السينمائي باستخدام الذكاء الاصطناعي
عند كتابة أوصاف لتوليد الصور أو المشاهد يجب مراعاة العناصر التالية:
1. وصف الشخصية: الملامح، العمر، الشكل، الجنسية.
2. الملابس والإكسسوارات: نوعية الملابس، الطابع الزمني، وجود سيف/ساعة/تاج… إلخ.
3. البيئة والخلفية: داخلية أم خارجية، نهارية أم ليلية، الموقع الجغرافي.
4. الإضاءة: ناعمة، قوية، مظلمة… إلخ.
5. زوايا الكاميرا: من الأعلى، من الأسفل، قريبة، واسعة.
6. المزاج العام: غامض، رومانسي، مشوّق، حزين…
7. لوحة الألوان: الألوان الفاتحة للكوميديا، الداكنة للرعب أو الحزن.
هذه العناصر تُستخدم لتوليد الصور (Text to Image)، أو لتعديل الصور المرجعية (Image to Image).
التحديات والحلول
من أبرز التحديات: ثبات ملامح الشخصية طوال الفيلم. فالأدوات قد تنتج صوراً مختلفة قليلاً لكل مشهد. والحل هو تدريب نموذج خاص (Lora Training) باستخدام مجموعة من الصور لنفس الشخص، لضمان الحفاظ على ملامحه ثابتة في كل اللقطات.
التطبيقات العملية
من خلال الجمع بين:
• النصوص المكتوبة (من ChatGPT).
• الصور (من أدوات توليد الصور).
• تحويل الصور إلى فيديو.
• إضافة الصوت (سواء صوت الراوي أو الممثل).
يمكن إنتاج فيلم قصير متكامل خلال ساعات قليلة فقط، بجودة قريبة من الأعمال الاحترافية.
كما يمكن استخدام أدوات متقدمة لمزامنة حركة الشفاه مع النص، وتوليد أصوات بلغات متعددة، ما يجعل التجربة أكثر واقعية.
الخاتمة
إن الذكاء الاصطناعي لم يغير فقط طريقة تعاملنا مع التكنولوجيا، بل أحدث ثورة في مجال السينما والإنتاج الفني. فقد أصبح بإمكان أي فرد أن يصنع فيلمًا قصيرًا أو محتوى بصريًا عالي الجودة من منزله، دون ميزانيات ضخمة أو فرق عمل كبيرة.
ومع تطور الأدوات وتزايد قدراتها، فإن المستقبل يحمل فرصًا هائلة لصناعة الأفلام باستخدام الذكاء الاصطناعي، خاصة لأولئك الذين يتقنون مهارات صياغة الأوامر ويجمعون بين الإبداع والفهم التقني.

+ مقالات

اترك تعليقاً